عالميعربيمحلي

إير فرانس .. حكاية الخوف الفرنسي والكرم السوري

قالت شركة الطيران الفرنسية إير فرانس ، يوم الخميس الفائت ، إن أفراد طاقم إحدى طائراتها التي أعيد توجيه رحلة لها عن طريق دمشق ، الأربعاء 15 آب ، سألوا الركاب عن أي مبالغ نقدية يستطيعون دفعها للتزود بالوقود .. علما ان بطاقات الائتمان غير مفعلة في سورية بسبب العقوبات الاوروبية .. وأضافت الشركة ، أنها تمكنت في آخر المطاف من تدبير حل بديل .

وكانت الطائرة في طريقها إلى بيروت ، مساء الأربعاء 15 آب عندما طلب منها تغيير مسارها بسبب اضطرابات مدنية في العاصمة اللبنانية فسعت للتوجه إلى عمان لكنها اضطرت للهبوط في سوريا بسبب نقص الوقود .

وقال صديق لأحد ركاب الطائرة – طلب عدم الكشف عن هويته – في تصريح لـ”رويترز”: “في ظل العلاقات البالغة السوء بين البلدين والوضع في سوريا انتاب الركاب القلق من الهبوط هناك”.

وذكرت متحدثة باسم إير فرانس أن سلطات المطار المحلية قالت بعد هبوط الطائرة إنها لا تقبل الدفع ببطاقات الائتمان “غير مفعلة في سورية ”  ولن تقبل إلا الدفع نقداً ، مضيفة “في إجراء وقائي وتحسباً لما قد يحدث سأل الطاقم الركاب عما في حوزتهم من مبالغ نقدية لدفعها مقابل تزود الطائرة بالوقود”.

وتابعت المتحدثة، أن شركة الطيران تمكنت من السداد في نهاية المطاف بدون جمع أموال من الركاب ، لكنها امتنعت عن تحديد طريقة الدفع وقيمة الوقود ، وبعد ساعتين من الهبوط في دمشق أقلعت الطائرة التي كانت قادمة من باريس ، حيث قضت الليل في قبرص .

ثم اعلنت شركة “اير فرانس” الجمعة 17 آب ، ان القانون الفرنسي يسمح لها بطلب اموال من الركاب خلال مواجهة اي من رحلاتها “صعوبات”، وذلك اثر الانتقادات التي طالتها بسبب ادارتها للرحلة .

وقالت متحدثة باسم “اير فرانس” ان الشركة “دفعت بنفسها لقاء ذلك ” الا انها ” لا ترغب في الدخول في تفاصيل طريقة الدفع”.

واضافت ان الشركة اجرت ” احصاء للموجودات النقدية لدى الركاب في دمشق كتدبير استباقي وفي حال اقتضت الحاجة لذلك “، في اجراء يتوافق مع بند في قانون النقل الفرنسي .

ويسمح هذا النص القانوني لقائد الطائرة ” في حال وجود صعوبات في تنفيذ مهمته ” بان ” يستعير المبالغ اللازمة ” لانجاز صيانة الطائرة او ” لتوفير سلامة الركاب والحفاظ على الشحن ” او ” الاستعانة بخدمات طاقم اضافي للمدة اللازمة لانجاز المهمة “.

وروى رئيس شركة كان في عداد ركاب الطائرة ان طاقم الرحلة سأل لدى الهبوط في العاصمة السورية الركاب ” ما اذا كان بامكانهم المساهمة للتمكن من التزود بالوقود “، موضحا ” انهم حلوا المشكلة بعد ذلك “.

وقالت احدى الراكبات في حديث لاذاعة فرانس انفو ، ان طاقم الطائرة “جمع” مبلغ 17 الف دولار ، وهو رقم لم تشأ الشركة التعليق عليه .

فابيوس يصف إنزال طائرة “إير فرانس” في العاصمة السورية بـ”الحماقة الكبيرة”

من جانبة وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بـ”الحماقة الكبيرة”، قرار شركة “إير فرانس” تحويل الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين باريس وبيروت ، إلى مطار دمشق ، وكانت الرحلة تضم سفير فرنسا في لبنان وعدداً من مناهضي سورية .

وبعد أن تزودت الطائرة بالوقود في دمشق، توجهت إلى مطار لارنكا في قبرص بركابها الـ174 وبينهم سفير فرنسا في لبنان باتريس باولي وعدد من الشخصيات اللبنانية المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد.

ونقلت صحيفة “لوباريزيان” على موقعها على الإنترنت عن الوزير قوله “تخيلوا للحظة لو أن السلطات السورية قامت بتفتيش الطائرة للتحقق من هويات الركاب ، إنها حماقة كبيرة”.

ورداً على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية ، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية السبت أنها طلبت من شركة “إير فرانس” تقديم “معلومات إضافية” عن هذه الرحلة .

ومن جهتها ، قالت متحدثة باسم الشركة إن “إير فرانس كانت على اتصال دائم مع خلية الأزمة في وزارة الخارجية طوال الرحلة، وإن السفير الفرنسي الذي كان على متن الرحلة كان على تواصل دائم مع طاقم الطائرة”.

وفرض الاتحاد الأوروبي سلسلة من العقوبات على سوريا منها حظر على شركة الطيران الوطنية السورية يمنع هبوط طائراتها في كل مطارات دول الاتحاد، لكن طائرات الشركة السورية لا تزال يسمح لها بالطيران في المجالات الجوية لدول الاتحاد والهبوط الاضطراري بمطاراتها في حالات الضرورة.

سيريان تلغراف | وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock