تلغراف

فضيحة وزير الخارجية الفرنسي .. الأسد الجد طالب ببقاء الاحتلال

يبدو أن المندوب السوري بشار الجعفري بات يشكل عدواً مزعجاً لأعضاء الحلف ضد سورية بسلاحه الديبلوماسي وحقائق تاريخية لا لبس فيها تفضح الدول المتشدقة بالديمقراطية.

البعض يرى في العودة إلى الماضي إطالة وابتعاداً عن جوهر معاناة الحاضر، لكن تذكير دول كفرنسا بتاريخها القائم على استعمار الشعوب، يعريها وهي المدعية بدافعها عن حقوق الإنسان في العلن وفيما تمارس أسلوباً متطوراً من الإستعمار بسرقة خيرات الشعوب في الظل.

وأينما حل المندوب الجعفري يعري رموز الإستعمار، وهو ما بدأ يملأ كأس الغضب الفرنسي، حيث قرر زير الخارجية الفرنسي “لوران فابيوس” في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن تفجير فضيحة، أملا في التشويش على الحقائق التي يستعرضها المندوب السوري.

فأي نوع من المفاجآت حملت جعبة الفرنسي ؟

كان لافتاً في جلسة مجلس الأمن بتاريخ 30 آب الماضي، امتعاض زير خارجية  فرنسا في المجلس وتهديده باشهار ما سماه وثيقة تنص على مطالبة جد الرئيس الأسد ببقاء الاستعمار الفرنسي.

حيث ألقى زير الخارجية الفرنسي كلماته المفخخة لتسير بالتوازي مع تسريبات نشرتها صفحات المعارضة السورية وما يسمى “الجيش الحر”، تؤكد هذه التسريبات صحة ما تحدث عنه زير الخارجية الفرنسي، متضمنة صور للوثيقة التي طالب فيها الموقعون ببقاء الاحتلال لأسباب تتعلق بحماية الطائفة العلوية، وكان من بين الموقعين على هذه الوثيقة جد الرئيس السوري بشار الأسد.

دولة ليون بلوم ، رئيس الحكومة الفرنسية

بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا، نتشرف نحن زعماء ووجهاء الطائفة العلوية في سورية أن نلفت نظركم ونظر حزبكم إلى النقاط التالية: إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني. ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة مدن الداخل.

1– إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة، لأن الدين الإسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي، والشعب العلوي، بالنسبة إلى الدين الإسلامي، يُعتبر كافرا. لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة إرغامهم على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب ويصبح بإمكانها أن تطبق القوانين والأنظمة المستمدة من دينها.

2– إن منح سوريا استقلالها وإلغاء الانتداب يؤلفان مثلاً طيباً للمبادئ الاشتراكية في سوريا، إلاّ أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا واسكندرون وجبال النصيرية. أما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية. إن هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها أية قيمة ، بل يخفي في الحقيقة نظاماً يسوده التعصب الديني على الأقليات. فهل يريد القادة الفرنسيين أن يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في أحضان البؤس؟

3– إن روح الحقد والتعصب التي غرزت جذورها في صدر المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الإسلامي على الدوام. فليس هناك أمل في أن تتبدل الوضعية. لذلك فان الأقليات في سوريا تصبح في حالة إلغاء الانتداب معرضة لخطر الموت والفناء، بغض النظر عن كون هذا الإلغاء يقضي على حرية الفكر والمعتقد، وها إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم إرسال المواد الغذائية إلى إخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين.

وحالة اليهود في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة الملموسة على عنف القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام. فإن أولئك اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونشروا فوق أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئاً بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا. لذلك فان مصيراً اسود ينتظر اليهود والاقليات الأخرى في حال إلغاء الانتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة. هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم.!

4– إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري وعلى الرغبة في تحقيق الاستقلال، لكن سوريا لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف الذي تسعون إليه لأنها لا تزال خاضعة لروح الاقطاعية الدينية. ولا نظن أن الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي يقبلون أن يمنح السوريون استقلالاً يكون معناه، عند تطبيقه، استعباد الشعب العلوي وتعريض الأقليات لخطر الموت والفناء. أما طلب السوريين بضم الشعب العلوي إلى سوريا فمن المستحيل أن تقبلوا به أو توافقوا إليه، لان مبادئكم النبيلة، إذ كانت تؤيد فكرة الحرية، فلا يمكنها أن تقبل أن يسعى شعب إلى خنق حرية شعب آخر لإرغامه على الانضمام إليه.

5– قد ترون أن من الممكن تأمين حقوق العلويين والأقليات بنصوص المعاهدة، أما نحن فنؤكد لكم أن ليس للمعاهدات أية قيمة إزاء العقلية الإسلامية في سوريا . وهكذا استطعنا أن نلمس قبلاً في المعاهدة التي عقدتها إنكلترا مع العراق التي تمنع من ذبح الأشوريين واليزيديين.!! فالشعب العلوي، الذي نمثله، نحن المجتمعين والموقعين على هذه المذكرة، يستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي ويسألهما، ضماناً لحريته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير، ويضع بين أيدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين، وهو واثق من أنه واجد لديهم سنداً قوياً أميناً لشعب مخلص صديق، قدم لفرنسا خدمات عظيمة مهدد بالموت والفناء.

الموقعون :

عـزيز آغـا الهوّاش

محمد بك جنيـد

سـليمان المرشـد

محمود آغـا جديـد

سـليمان أسـد (جد الرئيس الحالي بشار الأسد)

محمد سليمان الأحم

سليمان الأسد، هو الاسم الممهور في أسفل وثيقة “العار”، وثيقة يبطل وجوها وهي المؤرخة في العام 1926 ببطلان وجود لقب الأسد في حقبة العشرينيات بأكملها، فمن هي عائلة الأسد في ذلك الوقت الذي عاصر التوقيع على هذه الوثيقة المزورة ؟، اغلب السوريين يعلمون أن الأسد هو لقب حظيت به هذه العائلة تقريباً في خمسينيات القرن الماضي، لكنها قبل هذا اللقب هي تنسب إلى عائلة “الوحش”، ويذكر الكاتب الاميركي باتريك سيل في كتابه الصراع على الشرق الاوسط أن العائلة الملقبة ب “الأسد” كانت أقله حتى ثلاثينيات القرن الماضي تلقب بعائلة “الوحش”، وبمحاكمة عقلية بسيطة يتضح أن جد الرئيس الأسد ليس سليمان الأسد وإنما سليمان الوحش، فأي كذبة لا تغتفر تتبناها الادارة الفرنسية ومن خلفها المعارضة السورية ؟!.

وسواء كانت الوثيقة الممهورة باسم عائلي ارتبط ببروز الرئيس السوري الراحل على الساحة العسكرية هي المقصودة في كلام زير الخارجية الفرنسي، وهو الاحتمال الأرجح، فعلى الفرنسيين اعادة التفكير في رشد موظفي حكومتهم المخادعة، وعلى السوريين أن ينظروا في خفايا هذه الرسالة الفرنسية في هذا التوقيت من عمر الأزمة. أما إذا كان المقصود وثيقة مجهولة لم تطلعنا عليها تسريبات مواقع المعارضة فأين هي اليوم وخلال عام ونصف من محاولات فرنسا اللحاق بركب المشوهين لتاريخ هذه العائلة أقله في حفظ السلم الأهلي والتعايش الديني بعيدا عن الشد الطائفي الذي تلعب على اوتاره المعارضة المسلحة ومن خلفها ما يسمى بأصدقاء سورية، ولماذا لم تظهر في زمن جاك شيراك وانقلابه الشهير على صداقة السوريين ؟؟؟

سيريان تلغراف | عربي برس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. تحية إلي الديبلوماسي المناضل الجعفري ونحناواثقين أنه يستفزكل من يكره سوريةلكن لوكان لفرنسي صادق لماترك هذه لوثيقة حتاالآن ليتحفنابهالأن حقده لن يسمح له بذلك على أي حال التاريخ شاهدحي موجوديؤكدأن من استعمرنايومأ لايمكن أن ينظرإليناإلابعين المستعمروأستغرب ممن يصدق كذبة الديمفراطيةوالحريةالمستوردةالتي عرفتناعلى المفردات الطائفيةالمقيتةالتي لم نعرفهايوماالله يرجعلناسوريابخيروعافيةوالله يحمي سوريا

  2. أعتقد أن هذه الورقة أو الوثيقة المفبركة أو حتى إذا سلّمنا جدلاً بصدقها فالأخ مهند اشار إلى نقاط هامة بها ، لاسيما أنها تدين فرنسا قبل أن تدين اي أحد،كذلك كيف أقحم بها اسمُ لم يكن في التداول حينها!…كما أنه اتضح بالتجربة المريرة التي نعشها الآن أن هذه الطائفة وكل الأقليات هي فعلاً مستهدفة من قبل الجهال والتكفيرين ومدعي الإسلام في الطائفة السنية الكريمة… لنا اصدقاء من كل الطوائف والملل ونعرف حقيقة مايجري ولم يعد شيء يخفى على أحد ..فالعراعير وأخوانهم يجاهرون ليلاً نهاراً علناً والعالم كله يشهد تحريضهم بالقتل على الهوية …فلا ألوم البعض -زمان – من الأقليات إن كانت فرنسا يوماً غررت بهم وأقنعتهم بأنها اتت لحمايتهم ومستعدة لإقامة دويلات على اأساس طائفي وهذا ليس بخافٍ على أحد ، ويمكن أن يكون استجاب لها بعض رجال هذه الطائفة أو تلك، ثم أتى كبارهم من أمثال الشيخ صالح العلي ورفض منطق”الدويلة” مقابل “الدولة”… والدليل ما كان من التئام كبار ورجال الثورة السورية الحقيقية بزعامة الشيخ سلطان باشا الأطرش على المحتل الفرنسي وطرده شر طردة.

    1. شكرا أخت may مع كل الخطأ والتقصير الحاصل بالماضي والحاضر لم يستطع أحد من المعارضين أن يظهر بصورة أحسن من النظام الحالي بل على العكس ركزوا على الكذب و الانتهازية حتى رفضهم الداخل والخارج و اختلفو فيما بينهم على كل شيئ

  3. على أي حال إن كانت الوثيقة مزورة أم حقيقية…

    إلى ماذا يريد أن يصل الفرنسي ؟؟هل استجابت فرنسا لمخاوف المذكورين ؟ تركتهم بالطبع ليلاقوا مصيرهم. أم الموقعين على الوثيقة استلمو حكم البلد فورا ؟ كمان لا . طيييب(ذكرتكم بالدنيا ..موو) طيب عندما استلم الفريق حافظ(حفيد سليمان) الحكم بإنقلاب هل طرد وهمش الأغلبية المذهبية أم اعتمد على الحزب في مؤسسات الدولة الى يومن هذا نرى مسؤولين كبار في الحكومة والجيش من كل المذاهب دون فرق..
    والـلـــــه أعلم….

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock