مقالات وآراء

إلى السلاح.. إلى السلاح .. بقلم الرحالة الكاتب عدنان عزام

هكذا قالها القائد العام للثورة السورية الكبرى لمجابهة الغزو الفرنسي.. وهذا هو طريقنا اليوم لمقاومة الغزو العالمي.

إلى السلاح، إلى السلاح.

إلى الفكر، إلى الفكر، إلى الفكر المقاوم، إلى المقاومة الوطنية، القومية، العقائدية، التحررية الواعية، الهادفة إلى عزة الوطن العربي وساكنيه المؤمنين بحريته واستقلاله، إلى المقاومة، ونحن مدركون أنها باهظة الثمن، وأن وقودها من أرواحنا وأجسادنا، إلى المقاومة ونحن ندرك أنها لن تصبح ملحمة أسطورية بدون أرواحنا وأجسادنا، ونحن مستعدون لها، ساعون إليها، لننضم إلى من هم أنبل من في الدنيا وأكرم بني البشر.

وحدهُ طريق التضحية يعيدنا إلى مقام الأمم الكبيرة وحدهُ نهر الشهادة الذي فاض علينا في بداية عام 2011 كفيل بردع الغزاة وأعوانهم، نهر الشهادة تدفق علينا، صعد إلينا من قلب الوطن، مخضباً بعبق التاريخ، نهر من الشهداء انتظرناه بصمت مجلجل، حتى إذا ما اقترب منا ارتفع صوت الحداء.

بالروح نفدي وطنا.

نهر الشهادة حوله السوريون إلى عرس جنائزي ضاربين مثلا في التضحية والكرامة.

نعم سار السوريون، ويسيرون مع شهدائهم في رحلة عطائهم الأخيرة إلى جوار ربهم، وهم يرددون لن ننسى، لن ننسى عدونا، لن ننسى شهداؤنا.

سار السوريون خلف شهدائهم مجددين البيعة للأرض والعرض, ومواصلة تقديم القرابين في وجه الهجمة الغربية المتصهينة وأعوانها المأجورين ممن باعوا وطنيتهم أو ظلوا طريقهم.

الهجمة الغربية التي لم يقنع إلا نفسه وأعوانه من ضعاف العقول والنفوس بديمقراطيتها وعدالتها، هجمات وغزوات جلبت الدمار والفقر واليتم والرذيلة لبلادنا، من فلسطين إلى العراق إلى أفغانستان وليبيا وإفريقيا.

هجمات وغزوات نفذوها بدم بارد بل بمتعة سادية عبّر عنها طيار أمريكي بعد قصفه لبغداد يوم 17 -1-1991، قائلاً أمام عدسات الجزيرة وسي إن إن: إنه شاهد أجمل شجرة عيد ميلاد في حياته، بغداد المحترقة بنار هذا الأمريكي الغازي تتحول إلى شجرة عيد ميلاد، شجرة ميلاد يضيء نورها أجساد إخوتنا العراقيين المتفحمة من قصف الغرب الصهيوني.

هذه الحرب التي عشت كل تفاصيلها وأنا في المهجر الفرنسي، وشاهدت كيف جيّش لها الإعلام الغربي الماحق وكيف اصطفت كل الشعوب الأوربية خلف قيادتها لسحق بغداد التي كانت تشكل في ذلك الوقت خطراً على الكيان الصهيوني، هذه الحرب هي نفسها الحرب على سورية اليوم، بنفس الأدوات من عقل مدبر غربي صهيوني وعملاء محليين ولنفس الأسباب، لأن سورية تشكل خطراً على الكيان الصهيوني من خلال دعمها للمقاومة في لبنان وغزة، فمتى نتنبه ونصحو من رقادنا ونتوقف عن السير في ركاب المستعمرين ونُفشل حربهم النفسية والإعلامية والتآمرية ونلتصق بأرضنا ونحب جيشنا ومؤسساتنا، متى نعي أن سورية لم تعد قطعة في جنوب الإمبراطورية العثمانية أو مستعمرة فرنسية أو مسرحاً هزلياً للانقلابات العسكرية، متى نعي أن سورية دولة لها علَمها وجيشها ونشيدها الوطني وأن جوادها قام من كبوته ويركل بحوافره كل من تسول له نفسه المساس بها.

متى سيعجز الغرب الصهيوني عن إيجاد معارضة مأجورة في الداخل والخارج لعقد مؤتمرات التآمر على سورية باسمها وخير مثال على ذلك، المؤتمر الصهيوني بامتياز الذي نظمته لمى الأتاسي في باريس أو بالأحرى الذي لم تكن لمى الأتاسي إلاّ واجهة له، ونظّمه برنار هنري ليفي الصهيوني المعروف والمسؤول عن ملف ليبيا كما كان مسؤولاً عن ملف أفغانستان، نظّمه بمشاركة أساطين الصهيونية في فرنسا، برنار كوشنير، وزير الخارجية الفرنسي السابق، لوران فابيوس، رئيس وزراء فرنسا السابق، والذي حُكم عليه لاحقاً بقتل أطفال عن طريق مساعدته – لقاء رشوة أحد الشركات- في بيع أمصال ملوثة للأطفال، بيرتران دو لانوي، محافظ مدينة باريس والداعم الأكبر للكيان الصهيوني، وللجيش الصهيوني حصراً، حيث ينظم حفلات موسيقية في باريس ويجمع ريعها للجنود الصهاينة، فضيلة عمارة، الوزيرة الفرنسية من أصل جزائري والمعروفة بعدائها لكل ما هو عروبي وإيماني والتي حارب والدها مع الجيش الفرنسي ضد الثورة الجزائرية، محققة بذلك الخيانة بالوراثة.

كيف لنا أن نثق بهكذا معارضة، تضع يدها بيد الشيطان، معارضة تنادي بالديمقراطية بلغة الحراب والنصال، معارضة بدأت تجهِّز قوائم لمواطنين لا يتفقون معها بالرأي كي تقوم بتصفيتهم وترويعهم في حال نجحت مخططاتها.

معارضة تمارس الابتزاز المعنوي وتتهم كل من لا يتفق معها بأنه عميل وبوق للنظام وتضعه على قائمة سلسلة الخونة السوريين في الفيس بوك.

كيف لنا أن نثق بهكذا معارضة تتعاون مع دول تنتهك حقوق الإنسان بل وتذل الإنسان في أبسط مقومات وجوده في فرنسا؛ نعم في فرنسا التي أعرفها جيداً، وبريطانيا وأمريكا وكل البلاد التي استعمرها الغرب.

كيف لنا أن نثق بمنظمات حقوق إنسان عربية لم تحرك ساكناً طوال السنوات الماضية لمساندتنا نحن ملايين المهاجرين العرب في أوربا وأمريكا، رغم الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها المهاجر العربي في الغرب، الغرب المدّعي بأنه يصدِّر الحرية والمساواة والإخاء، بينما في الحقيقة يمارس على المهاجرين سياسة الدمج والتذويب والعنصرية.

لن تنجح مخططات المستعمرين في سورية، لأن الشعب العربي السوري متجذر في التاريخ ولا تستطيع أي فئة أن تزاود على أخرى بقِدمها ووطنيتها، ولن تنجح سياسة التكفير والاستقواء بالمستعمرين أو بأهل النفط على بعض أهل الوطن.

كذلك لا تستطيع أي فئة أن تدعي بأنها قادرة وحدها على حماية الوطن وبالتالي الاستئثار به، الوطن يحميه أهله، كل الأهل مهما اختلفت آراؤهم تحت سقف الوطن، وأيّ تهميش لأيِّ إنسان أو طاقة إيجابية، هو تصرّف الخائف على موقعه الشخصي، وهو إضعاف وخيانة للوطن ولسياسة الإصلاح والمقاومة والكرامة التي يقودها السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، الوطن لا يكفيه بعض الأزلام الانتهازيين الذين ما زالوا يغطّون في سبات الماضي لحجب أيِّ جهد لرفعته وتقدمه في مواجهة الأعداء، الانتهازيين المتسلقين على ألقاب حزبية يمتصون خير الوطن من خلالها ويستخدمونها لإيهام الشعب والقيادة بأنهم حماة الوطن والقيادة، لكنهم في الحقيقة غير قادرين على تحمل أعباء هذه المرحلة التاريخية لشعبنا العظيم.

إلى مزيد من قرابين العطاء والصمود، ولنجعل من هذه المواجهة مع الأعداء موعد سورية مع التاريخ للتغيير والتحديث ومتابعة مسيرة الإصلاح التي يقودها الرئيس بشار الأسد ولننشد جميعاً: هذه أوطاننا مثوى الجدود الأكرمين وسمَاها مهبط الإلهام والوحي الأمين ورباها جنة فتانة للناظرين كل شبر من ثراها دونه حبل الوريد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock